nayefmuammar

مدعو تائه..!

In غير مصنف on ديسمبر 2, 2008 at 7:18 ص

 

أراد أحد المدعوين زيارة أحد الدعاة ليستفيد منه.. لكن كان ذلك الوقت وقت راحة للداعية..

(هذا داعية فذ, كثيرا ما يجهد جسده في سبيل الدعوة) قال هذا في نفسه.

زاره مرة  أخرى فوجده يأكل…

أمضى بعض الوقت معه ثم مضى لشأنه…

زاره مرة ثالثة-فهو يريد الاستفادة منه بأعلى قدر ممكن- فوجده يخوض في حديث ما مع بعض أصحابه..

جلس معهم وبدأ يخوض الحديث معهم..فإذا به حديثا عاما لم يستفد منه بشئ..

كان هذا المدعو يبحث عما يميز هذا الداعية ..وكان كثيرا ما يترقب أن يراه يقرأ كتابا لم يسمع به من قبل فيبدأ هذا الداعية في إخباره عنه..

كان يريد سماع أحد أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التي لم يسمع بها من قبل ليزداد علمه..أو يفسر له معنى آية قد أشكلت عليه..أو يقضي معه ساعة إيمانية يسمع وعظا من هذا الداعية..

أو ربما كان يبحث عمن ينظر إليه نظر القدوة فيحقر عمله عنده ثم يحاول أن يتشبه بهذا الداعية ليرتقي بنفسه.

لا حظ المدعو أن وقت الداعية لا يختلف عن وقته كثيرا..!

فهذا الداعية لا يقرأ وهو أيضا لا يقرأ…

يخوض كثيرا هذا الداعية في أقاويل كثيرة ليس لها كثير فائدة

وحياة المدعو كذلك ….

لاحظ أنه يقضي وقتا يقارب الربع ساعة يوميا في النظر في بريده الالكتروني وقد كانت بعض الرسائل التي يشاهدها رسائل لا يليق بالداعية أن يقضي فيها وقته..

سأل نفسه:أليس اللائق بالداعية أن يراعي أولوياته فلو أنه أمضي هذه الربع ساعة في قراءة القران لختمه في الشهر مرة.!!

  

صلى مرة الفجر وكان خجلا من نفسه لأنه تأخر عن الصلاة ولم يلحق إلا الركعة الثانية…

لما انتهى من الصلاة .. التفت -خجلا من تأخيره –  فإذا بالداعية يصلي مع الجماعة  الثانية…! 

 

تاه هذا المدعو..

سقطة دمعة من عين المدعو….

 وكان لا يدري هل هي من أجل حاله أم من أجل حال هذا الداعية..

 

  1. من هنا تنجلي حكمة الشرع في ربطنا بالمبادئ لا بالأشخاص !.

    لا أرانا الله تيها ..

    طريقنا ذو معالم واضحة، فلنسِر فإنه والله لا يضل صادق

    “كلٌّ يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها”

    شيَّد الله بنا وبك الدين
    وهدانا وإياك الصراط المستقيم

    سُدِّد القلم !

  2. “سقطة دمعة من عين المدعو….
    وكان لا يدري هل هي من أجل حاله أم من أجل حال هذا الداعية..”

    غفر الله لك أبا فهد ما أعمق كلامك

  3. متابعوووووون …

  4. قلت رحمني الله:
    و من هنا أيضا تأتي فكرة
    أن الداعية ما هو إلا بشر من البشر
    نذر وقته و جهده لتبليغ أمر الله و وضع نصب عينيه ( بلغوا عني و لو آية)
    فهو و إن لم يدرك و لم يفهم و لم يطبق إلا هذه الآية فهو مأجور بإذن الله
    لذا يبنغي أن يفهم المدعو هذا الأمر فهماً واضحاً
    ثانياً
    الداعية يجب عليه أن يمارس حياته بشكل طبيعي
    و عليه أن يسعى في تربية نفسه و تزكيتها لا لأجل المدعو بل لأجل نفسه
    فإن لم يفهم الداعية هذا الكلام
    تأتي المقولة المشهورة عند بعض من يتسموا بالدعاة
    ” لا تسوي كذا ترى معانا مدعو”
    و كأن لسان حالهم يقول
    فإن كان المدعو غير موجود فافعل ما بدا لك

    • ابو اسامه الغامدي …
      تشرفني زيارتك لهذه المدونة

      أخي رحال..
      بوركت على هذه الإضافة الجميلة والمهمة أيضا
      وأحب أن أضيف على ما كتبت هذه العبارة:أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.

  5. مقالة جميلة
    وتممس الكثير ممن ينتسب للدعوة

    وصراحة اول مرة ادخل على المدونة من 7أشهر تقريبا

    وفيها اشياء جميلة استفدت منها شخصيا

    بوركت أخي

    أبو أسامة الغامدي

  6. سلام عليكم
    حقيقة مقالة رائعة جدا
    لنجعل من دعوتنا لغيرنا تربية لأنفسنا كي نكون قدوات صالحين
    لنربي المدعوين على التعلق بالمنهج لا بلأشخاص كما قال (يارب)
    قال الله تعالى :(فبهداهم اقتده…) أي يقتدي بالهدى ولم يقل فبهم اقتد.
    قال الله تعالى :(… واتبع سبيل من أناب إلي …) فعلقه بالسبيل لا بمن أناب.

    أذكر(الحي لا تؤمن عليه الفتنة)

    وفقك الله با أبا فهد وثبتك

  7. مقال رائع ومفيد
    ليته ينشر بين الدعاة
    كعادتك أبو رمت كتاباتك في الصميم
    جعلك الصلاح

  8. بارك الله فيك
    تسوي خير في إخوانك يا أبو فهد لو نشرت هذا الكلام خارج المدونة
    صحيح أن المقال له سنة
    لكني لما قرأته : لا أرى غبار الأيام والشهور عليه
    لأن المشكلة لا زال بعض الدعاة يعانون منها

    أرسلها عن طريق البريد الإليكتروني لمن تعرف
    والله يكتب لك أجرك

    • مرحبا بك أبا يمن
      كثير منها تم الارسال
      لكن عندي للشباب ما هو أهم من هذا

      أعدك بهذا

أضف تعليق